Admin Admin
عدد المساهمات : 829 نقاط : 2617 تاريخ التسجيل : 21/12/2010 العمر : 59 الموقع : https://khalil-louafi.alafdal.net/
| موضوع: أنسى شكل البحر عند كل جزر السبت 14 يناير - 22:44 | |
|
أيّ شيء يكسر الموج في تفاصيل النشيد أدركت ... أن البحر لن يخذلني هذا المساء أبحر... في متاهات الصمت الليلي أداري عن أصحابي دمعة حزن عن شكل الوطن يرحل بعيدا عبر حدود الإنتماء ما أعظمك يا بحر في سماء تلامس عطش الغرباء وتنهيدة عاشقة تطل من نافذة الزمن ترقب قدوم عشيقها المجهول في معارك الإنهزام أقف ضد الموج تضحك الريح تحملني الآهات جرحا طفوليا يخدش براءة طفل صغير تجاوز السبعين يحلم بوطن آمن على مقربة من دمي تصنع الريح مماليك الهجرة إلى الشمال وتدنو الشمس من رؤوس العباد يبدو المشهد رهيبا وأنت تحمل أحلامك في حقيبة مهترئة تتساقط أشياءك تباعا دون أن تدري تشعر أن الفرحة تسرق من خدك سنوات العتاب وأنت ما تزال تنتظر ركوب البحر في لجة المعارك الخاسرة على أعتاب الشام تغيب شمس الحقيقة عن قلوب الذين لا يحلمون، وتموت الحياة في عيون الذين يعيشون خلف السياج والطفولة تكبر في المنفى لائحة الشهداء أنتظر البحر في منتصف ليل بارد يعلن التمرد عن سفن تسرق ملح عرق الصيادين وتدفن ما تبقى من أحلام الصبى تحت سفن غارقة تروي ما تبقى من أثر الموت على وجه المكان القابع تحت المحيط يكفيك ... يا بحر هذا الإمتداد والظلال الهاربة تبحث عن مكان لتستريح طيور النورس وقوافل الهجرة لم تصل بعد الى مواطن الإنتصار أحمل حقائبي ثانية لا تقوى يدي عن حمل يدي ومراسي النجدة لا تطيق مراوحة المكان الأرض تختبىء خلف الموج البحر كعادته غاضب عما تراه السماء من يخفي ضوء الشمس يخفي الموت عن الوجود تستحيل الكلمات عن بوح ما تنطق به الرغبات تعجز لغتي أن تكتب عن ملامح الثورة والوجوه التي اختفت أعرفك يا وطني في صمتك الطويل الدمع يتحجر بركان كلمات أصيك خيرا بالذين ما يزالون يحلمون بوطن الأم، والأب، و الأولاد لا تخجل يا وطني من صمت الأقرباء و لا من صديق كان بالأمس يحمل الريات وينشد الأغنيات سرعان ما انتهى المشهد عن عودة العصا الى دروب المنفى والإقصاء لا تحزن يا وطني ما زال في الدم بقية صوتي وصوتك يربك خريطة النسيان يمتد البحر طرق الهجرة السريعة نحو حلم أزرق موشوم بحجة الخوف والنشوة الهاربة إلى مواطن الاختباء تعالجني الأيام بالموت المتراكم على جنبات الجدران ما يزال الدم العربي ينظف النوافذ من شوائب الإنتظار تتضح الرؤية بشاعة المشهد لا تحزن يا بحر من مد خجول يلامس وجه العدو وجزر يرتب أوراق السفر راحلون خارج الوطن نبحث عن وطن الروح في شجر يطل على عروبة قاحلة وينبش التاريخ في ذاكرة تعطلت رموز العودة إلى مدائح الغربة الممزوجة برائحة العود والقرنفل والنساء يطيب النوم على فراش الموت وأنت تنظر من حولك تسرق السمع من همس الحجر وفحيح الورق يتساقط خريف الأيام على أديم الارض تخرج القبور جاهزة لرحلة أخرى خارج الوطن أشعر أن هويتي تحتاج إلى من يحمل عنها عبء الرحيل وهمّ البقاء.
*خليل الوافي
14/01/2012 | |
|