81ـ
سوف أمضي
في شعاب خلوتك،
دون توجس.
أحفظ نبض حواس،
عند من يملك مفاتيح الضوء.
82ـ
تنقاد حواسي الضائعة في لغة اللمس،
تقودني غرائزي إلى ذلك الطفل
الذي يتحرك في ظلمة الأشياء.
83ـ
طائشة حركات يدك،
أتلمس أناملك الرقيقة،
هنا،
تبدأ البراعم في اكتمال ألوانها،
في شتاء الشجر.
84ـ
تخاصمني عيونك
الشاردة في صمتي،
أعتزل ظلال غاباتك المنطفئة؛
تحت موقد الاشتعال.
85ـ
وضعت دراعيها
على عنقي،في دعة،
كاد وميضها،
أن ينفلت من فرحة،
رسمت خدودها،
ساعة شفقي.
86ـ
ضمة واحدة تكفي،
لكي أصبح طائر الهدهد،
أقتفي أثر من ضاعت مني،
في تخوم الفلك.
87ـ
وشم،
يرسم قلبا على جذع الشجر،
وسهم،
يصيبني جرح غصن، حجر.
88ـ
لا تجزعي ركوب ليل،
أحصنتي ذات أجنحة،
تأخذك إلى ملاذ؛
حيث الشمس تكشف
عن غروبها الباذخ،
تحت شجر الأستنه.
89ـ
أبشري،
يا صاحبة الخلائلي،
دقي الأرض،
يأتيك الصلصال
ناضجا في كف يدي.
90ـ
لا ترهبي عزلتي في مقام،
ترفعت عنه أنجمي،
لعلي أبصرك،
تمسكين بيدي،
قبل أن ينفجر الضوء في دمي.
91ـ
تروقني بهجة عينيك،
مكامن حيرتي،
أيعجز الوصف منح لغتي،
حواسك المشغولة بغيري.
92ـ
يخدش حياء صمتك،
هذه النسائم التي تسكن شفتيك،
مرتع البراري الرابضة في صحرائي.
93ـ
ينقطع الطير عن سماؤك مرتعبا،
من غواية ملأت صرح غرفتي،
يتسلل طيفك،
حبات الندى على شفا فمي.
94ـ
هيٌأتني راحة كفك،
أن أنام قليلا،
مثل طفل باغثه النعاس
في أول السفر.
95ـ
سقط الماء وانهمر،
انسكب ثقيلا،خجولا،
على جسد سواحله قمح،
وهضابه ياسمين،
وعلى شجر الرمان أعصر خمرا،
تأوب إليه فجاج صحاري،
خدشت رمالها وجه قبيلة،
تطل على شرفة النخيل.
96ـ
متشحة بألوان الحجر،
متهدلة الخطى على ممر الشجر،
يحاكيها عباد الشمس،
كلما ارتفع ظلها في سماء المطر.
97ـ
تسرج عطرها،
فحولة الخيل التي تجري في دمي،
تمتطي صهوة الجياد الجامحة
على أشرعة ريح،
تسكن صمت المدى.
98ـ
تفطن قلبي لرؤيتها،
رغم وعورة المسالك،
تآخى وجهي مع وجهها
في حمرة الشقائق
المزهرة في حلمتا صدرها.
99ـ
ملء ثغرها،
كنت المتربص بها،
عساني أجد مدخلا
لارتشاف ذوقها.
100ـ
اندست بين نسوة،
كادت ريحها،
تضيع مني،
لولا،
سقوط شالها،
ما عرفت ممشى عودة
من ثمالة عطرها.