عفوك سيدي
سآتي بعد حين،
أمسح عن خد المطر،
صرخة الطين.
أنا الماء في صلصاله القديم،
لا أحكي عن واقعة الطوفان المبين،
لا الغرقى و لا الناجين،
بداية عهد التكوين.
كم يبدو الماء مسالما في يدي،
طيعا،رحيم،
سبحان مدبر الأكوان،العزيز، الحكيم،
عفوك سيدي
غفوت كل هذا الدهر،
أطارد ظلالي الهاربة مني،
وقت تحدد ملامحه،
صورتي المشبعة بهدير البحر،
موجه يعلن الحداد،
عن أرواح مرت عبر شقوق الصخر،
عطش البحارة يفرزه زبد النهاية،
أوقع الخطى على رمل،
يقاوم أثر قدمي،
في ملوحة بوح،
يستسلم لمد الخسارة،
يكشفني الجزر
طفلا يشاكس طيور النورس،
فرحا بزجاج النافذة الذي تكسر
على أعتاب الحلم.