صك الباب
لي من العمر ما يكفيني،
أن أبدأ منك
وأنتهي كفراشة
في حضن الياسمين
لي وجهان
واحد لي و آخر لأمي
عند ملتقى الخلجان
لي خزائن حروف
فاضت عن المعاني،
واختمرت في صمت كهفي
يكفي يا امرأة
أني أملك نصفها،
الذي يملأ كأسي
صك الباب
لي فرحة،
حين أقلد نفسي خلف الشمس
وأخرى على شفير العمر
أحار
في جمع شتات الحجر؛
أسفل النهر
أمْ
ألتمس العذر،
من مجرى الطوفان؛
القابع فوق صدري
صك الباب
لي كل المنافي
وأنا الوطن الضائع في السؤال
أسأل أرض الخراب
عن وجهتي
عن وجه أمّي في البكاء
متى رأيتك،
تلوحين للغياب؟
صك الباب
ماذا أنجبت أمّتي...؟
عند جدع النخلة
على باب الفتوحات المرتبة
في دفاتر الإنشاء
على أعتاب الشام
عند مشار يف الأندلس
طفلا يغادر شيبه عن كثب
. صك الباب
لي قاتلان
قاتل يحمي موته من موتي؛
كلما همّ بقتلي
وقاتل يتربص بظلي؛
كلما انطفأت شمعة ليلي
صك الباب
لي كل هذا البحر،
أعبره وحدي،
أعبره في فيافي،
ريح تأكل صمتي
...على مرافئ خجلي،
أمد أشرعتي
لموج يكسر حلم طفلة،
على مرمى الجسد
. صك الباب
لي كل هذا البوح،
تفرج عنه رموش عينيك
قبل منتصف الليل،
أختزل مسافات الجرح؛
أرى وطني يتغير في الألوان
صك الباب
تطرحني بدايات الصحو،
ينقرض صوتي مع بزوغ الشفق
عبدا يكنس عتبة الصمت،
صك الباب
في محرابك،
أشتهي لغتي
أغيب في نفسي
أخسر ظلي
حرا طليقا أمشي
حتى آخر ظهور لي على وجه القمر
يا امرأة صك الباب
يكفي يا امرأة
صك الباب
تبصرنني في صحراء التيه أمشي
في كل الحروب الخاسرة
أقف وحيدا
في ساحة الوغى
منذ الصرخة الأولى،
كنت ذاك الوليد،
أتهجى حروف وطن؛
لا يعرفني
يكفي يا امرأة
يكفي يا امرأة
صك الباب يكفي