اقرع الباب
يطل وجهي من الطابق العلوي
من شرفة البيت
لونه تداعى للسقوط
يترنح ظلي خلفي
أبحت عن نفسي ...عن لغتي
في رطوبة الجدار
في رائحة الشاي
يدق قلبي زمن الانتظار
اقرع الباب
كل شيء يوحي
أنني اعرف هذا المكان
هل كنت هنا بالأمس
توغلت في دمي
في الذات الشاردة
في الصراخ الطويل
في العويل المباح
كي أرى نفسي في السراب
غريبة أنت سيدتي
اقرع الباب
لا احد يفتح بهو السماء
تتدلى عناقيد العنب
في حدائق الوجد
حبلى بالندى وعبق الزعتر
لم تسعفني جرأتي القديمة
على فتح أوراقي
أمام تفاحة منتصف الليل
تتأكد أصابعي
من انتشال جسدي
اقرع الباب
تحاصرني بوتقة الوقت
لا ظل يؤنسني
أرى البحر وحيدا في عزلته
يراقب طيور النورس
وانأ اختبر معدن التراب
في أحزاني
يزهر النخل غابة حطب
يحترق الشمع
تضيء خيالاتي
اقرع الباب
انفض عني غبار الاجتياح
أرى صورتي قرب الجدار
تغدو وتروح
سفن الظلال المفزوعة
من تصاعد الملح
على شاطئ الجرح
كلما أمسكت معصميها
يقف أذار شامخا
ينفخ في الريح
مطر السواقي النائمة
اشد الرحال إلى دروب عجزي
اقرع الباب
اسمع عذاب الصمت
في قاع البئر
وانين الجياع
وشما على خد القمر
اقرع الباب
افرك حلمي
تتجدد صورة الإطار
على ثلة العودة
صبي يتعلم السير ببطء
كي لا يخطئ طريق القدس
خليل الوافي