خرجت مسرعا من بيتي
اتحسس اعضائي ...لا شيء مفقود
تساقط المطر غزيرا هذه الليلة
الخوف المصاحب لايقاع الريح ..
..يحدث ثقبا في الذاكرة
و الموت قريب ...لا محال
و اصوات الذين كانوا هنا
تتردد في صدى تصادم السحاب
...خلف الثلة المجاورة لبيت قديم
...اسمع صدا الباب
...حين تداعب الريح اشياءنا الصغيرة
لم انتبه للحظة الزمان و المكان
..كل شيء يعبر عن لحظة المطر
...غريبة هي الامطار التي تريد ان
تقول شيءا ..
افهم همسات القطرات
وهي تحاكي بعضها عن لقاء المصادفة
..فوق سقف بيت ...اهله خائفون
ينساب الماء عبر الشقوق و الجدران المهترئة
تشيخ الاشياء بفعل الخصوبة الزائدة
ينمو العشب القصير في الزوايا الضيقة
و الاماكن المظلمة ....
تشم رائحة الاشياء المالوفة و الغريبة
...تؤرخ لملمس المكان و اثر الاقدام
...فوق طريق غارق في عتمة الماء و التربة العائمة
و في البيت ...تتذكر الحضور البسيط على المائدة
يسقط المطر عنيفا....
كمن يدركه الموت في ساحة المعركة
يركض بكل قواه كي ينفلت من النهاية
و تحكمه ايقاعات متناسقة
...تعطي للمطر مشهد الكلمات المعبرة
...تنطق الاشياء بفعل تصادمها مع الارض
تحدث الفرق في السماء
تتوزع قطع الليل المهيب ....
في حلكة السحاب المقبل على نزول وشيك...
يستمر السقوط المتهاطل على اسقف المنازل
لا احد يدرك حوار المطر مع ماءه
...تنفعل القطرات الصغيرة ...
لتصبح بداية طوفان جارف
...تدمع العين وردة بنفسج ...
تقاوم غزل القريب من خدود وهج اخير
...و نهاية ليل ممطرعلى سماءه
يختزل الحكايات الموحشة في الكتب القديمة
...و تفاهة الاشياء الهامشية ..
خلف الرفوف ....و خلف الابواب القديمة
مازلت اسمع ...اصوات الماء ...
تحاكي انزلاق التربة الى اسفل الارض
و المطر ...لم يغادر اصواته ..
و مازلت خارج البيت
انتظر توقف المطر.....
في مدينة طنجة ....31/12/2010