هي؛
الرؤيا تغسل وجهها
من غبش السراب.
هل أتت أسراب الخيال؟
تحط فوق حلم،
لم ينضج بعد،
في تيه هذا السواد.
أرسم غيمة؛
آخر الغروب،
في وضح السماء،
أخالها تمطر هذا المساء،
تسقي جداول الصمت؛
دون أن يتفتح الورد،
في حدق النسيان.
أكتب كل الوقت،
رسالة هذا المكان.
أشم رائحة الجدار،
في صورة الشهيد...
في قراءة النشيد...
هناك صمت،
يدق باب غربتي.
لي كل المنافي...
وأنا الوطن الضائع في السؤال.
أسأل أرض الخراب
عن وجهتي.
عن وجه أمّي في البكاء.
متى رأيتك،
تلوحين للغياب؟
محنة العابرين إلى أبعد مكان.
يشع بريق نجم
في أعالي العتمة.
كان الصمت...
خائفا من ظلاله،
يرقب إطلالة الشجر المنسي
في حوافر الليل،
يكاد البرق،
يخفي طريق البصيرة؛
كلما أعلنت البداية
بشائر خريف،
يطل بأوراقه الذابلة.
مسالك ريح،
تفتقت خيط ليل مطير.
أمر على مدن
تشاكس بحرها،
وقت فجر قصير.
يمتد الموج شطآن،
على ملتقى جزيرة.
أتكلم لغة...
لا تشبه لغتي،
في الهجير الأخير.
تهيئني ظلال جرح،
وشم قبائل تدك قوافلها
رماد العشيرة.
تلك واحدة
من ليالي الهبوط.
ذاك الذي كنت
أراقبه عند السقوط؛
كوكبا...
ينجلي عن غمامة،
أفسدت زرقة المحيط.
ما بين ماء و يابسة،
أرتجل لحن غجرية،
تعزف رموشها،
سماء أغاني ريحانة،
منحت حبال صوتها للريح،
قربان لهجرة مفقودة
في الصدى.
ينبجس صبح...
قذفته رياح الغدر بعيدا،
عن تخوم الحلم.
كنت هنا...
بعد أقل من قرن.
كنت أتسكع...
في شوارع روما،
و أقبّل وجه الجهات،
المنسية في الذاكرة.
تنبت الحكاية
في فم العجوز،
تسخر من لون شعرها،
تمشط ما تبقى من الرواية.
تنسل خيوط شمس حارقة،
فوق تموج الرمل،
تتحرك عكس القافلة.
ماذا دهاك،أيتها العير
عن أثر الراحلة؟.
ينفجر الضوء
عن مرامي المدى.
كنت قريبا من هبات
تمهل الوقت...
حظ أمل.
أتأمل بريق إضاءتها،
في فراغ البياض،
المدجج بالموت.
خواء...
تملأه تنهدات بحر،
أثقلته شهقة غريق.
هل أدرك الموج هديره
قبل مد السعير؟.
عدت أمسح عنه
وجع الرماد.
ما كان يسأل عن لظى حرقتي؛
لولا إتساع الكف،
في سديم الأرض.
إخترت له إسما،
يليق بحارقه،
سوطا يؤثث تقاسيم جلاده.
أختبر...
كوة مهجع،
يطل على قضبانه الباردة.
من أعالي الغربة،
أنصب خيمتي،
تسقط المهالك؛
ورقا يلامس عشب دمي.
يتبلل ركن بيتي
بضوء مجهول،
ما فتئ يكشف عن عريه،
في إكتشاف الميل.
خليل الوافي