تبرأت من صمت القبيلة،
و أراني في عيون اليمامة،
متجهما؛
أمشي،
أمتطي إبل القافلة،
أجد نفسي تخرج من نفسي٠
لم يعد الوقت وقتي،
ولا الكلام يشبه كلامي
يحترق جسدي
مرآة وجهي في الصراخ
أتمسك بلغتي
أنا العربي...
يغلبني النعاس
أحلم ؛كمن يملك نفسه ؛
أسأل عن بداية الطريق
لا تفهمني الكلمات،
المحفورة في الجدار٠
أكتب قصائدي ؛
أكتب وجع أمة؛
أرسم وجه أمي
في صخر الموج
ينير منارة دربي
في هدير الحلم٠
تطوي السحب أوراق غيمتي،
أحمل حروفي المبللة،
فوق صفحات عذاباتي؛
أقاوم عاصفة الصحراء
بعباءة جدي المهلهلة
أجدني هناك
طفلا يغادر شيبهي عن كثب؛
أقرأ ما تبقى مني
في وصايا محارب
أتعبه بكاء طفلة
تركض ٠٠٠
خلف حطام المآذن المشتعلة...
أشعر أن السماء
تعرف تقاسيم وجهي
في الصور الغائرة٠٠
في ما تبقى من الذاكرة
حاضرا
في كل ما تبقى من شغف المكابرة٠
أداري، عن أطفالي،
وجهي الشاحب
في طلوع القمر٠
هذه سنابلي
تقاوم زرقة السماء..
يزهر الجدار
شقائق النعمان بلا لون..
طائرا أمشي
محفوفا بورق الصنوبر،
أحمل عبء عزف نشيد
يكسر الناي في سهل الحطب...
عاجزا
ألملم وقع الوتر٠
مشيت وحيدا في نفسي؛
زمنا لا أعرفه
كي أختار طريقي إليك ..
أتوخى الحذر
عند ساقية الوادي ،
أشتهي فيك عروبتي
عند غروب الشمس
أدفع عني حرها اللاسع ؛
ساعة منتصف الظل ..
أرى أسراب الطير
تعيد الهجرة جهة الشمال،
توصي الفاتحين بعروبة الضاد،
في تطريز وشاح عروس
لم تفرح بعذرية الزغاريد.
خلف الباب...
تبرأت من صمت القبيلة،
و أراني في عيون اليمامة
أنتعل حلم السفر
خليل الوافي