بريق
بريق
عينيك ، سفر طويل في أدغال الحلم ، ورموش تحاكي خصلة شعرك في نخيل الريح ،
يبتسم ثغرك لقمر في الأعالي ، تضيع كلماتي في دهشة وحيرة ؛ لا أجد القصائد
ولا الأشعار تصف بهاء الروح في حسن الأشياء ؛ وهي تخالج النفس بسؤال حالم
يبحث عن إجابة مريحة لعذابات الشوق ، وحرقة الإنتظار٠
لم تسعفن العبر ،
ولا أسفار القوافل المتجهة إلى بصرة اللغة و أشعابها الفاطمية ، و لا كوفة
قريبة من جسدي ؛ أرى شراشيف ابنة الجبلي و بدر
السياب يرمق النخل و الحجر ، ويشير بأنامله النحيلة من فرط الكتابة التي تحرق تفاصيل الحياة ، كانت هنا تعيش عراق الخير
عتيق
خلخالك
اللماع بصوته الأنوثي ، يهدي صاحبه نحو مراكب التيه ، أجمع إندهاشاتي في
حقيبة السفر ؛ أتوسد أحلامي الصغيرة في مهد طفولتي ، أتذكر ملامحها الصغيرة
من ثقب الباب ؛ لا أتحمل هذا الكم الهائل من العتابات المعطرة بالحناء و
القرنفل ، وما يكتنزه عطار حينا في صناعة أقنعة لمساء السهر ،
أندهش للنسوة في وادي النميمة ، ينظفن ألسنتهن من بقايا الكلام عن جارة جديدة أحلت بالمكان ٠٠٠
غريق
لا
بحر يجبرني على الغرق ، و لا سفن قادرة على حملي إلى بر الأسئلة المحرجة ،
أشعر أني أغرق من تلقاء نفسي ؛ و لا أقوى على ترك جسدي وحيدا ، يواجه
المصير نفسه ؛ عندما ركبت صهيل موج شارد في أعماق النسيان ، غفوت في خرائط
الجزر العذرية في مساحة كفي ، أكتشف نبوؤتي العالقة فوق خيوط القمر ، أتسلق
جدار الصمت على أهدابها المخملية ، تعرفني الكواكب و المجراة البعيدة ٬
ولهيب شمس يلهمني بإحساس العروبة ؛ ثمة فرصة أخرى للنجاة ٠٠٠
خليل الوافي من المغرب
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]