المبادرة العربية بعد سقوط الشرعية على النظام السوري

جاءت المبادرة متاخرة وخجولة .في توضيح موقفها ازاء الوضع الخطير الذي يعيشه الشعب السوري خلال هذه الايام .والتصعيد الوحشي في اقتراف جرائم ضد الانسانية .واعيد واكرر لا تستطيع ان تفعل اسرائيل بالعرب .اكثر ما يفعل النظام السوري في حق شعبه.وهذه كارثة انسانية لاتتطلب تدخل جامعة الدول العربية باعتبارها عاجزة تاريخيا في التاثير على اي جهة كانت .وهذه المبادرة جاءت لغسل ماء الوجه .ويقال ان الجامعة العربية قامت بدورها في حل المشاكل السياسية لدولة شقيقة لكن دمشق ترفض مسبقا اي مبادرة كيف ما كان نوعها .حيث ترى فيها تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية ولو كان فيه ابادة السوريين ...
لقد تم تاجيل زيارة العربي لدمشق تحت طائلة تنظيف الاجواء من اي مظاهرات .ومحاولة تجميل الصورة حتى لا يرى احد ما تفعله الالة الحربية في حق الابرياء .وبعد ذلك يتم استقبال الامين العام الجديد.كما فعلت مع المسؤول التركي و مع رئيس منظمة الصليب الاحمر...
وقد جاء هذا التاخير انتقاما من النظام نظرا لاستقبال جامعة الدول العربية وفد من المعارضة السورية.وتسريب بنوذ المبادرة العربية لوسائل الاعلام.وهذه المبررات لا ترقى الى مستوى المسؤولية .وتؤكد باستمرار ان النظام السوري قوي بكل مقوماته ولا يحتاج وصاية من احد.
النظام السوري يكشف كل يوم عن اساليبه في قمع المظاهرات السلمية .وممارسة اشكال القتل الجماعي لهذا الشعب الصامد .وهذه الصورة لا يمكن التشكيك فيها او تفنيدفها كما تفعل وسائل الاعلام الرسمي في خلق روايات كاذبة .واعترافات بالجملة من طرف جماعات مندسة وارهابية .وان الامر لا يتعدى فئة او مجموعة مسلحة تحاول المساس بوحدة البلاد.كيف نصدق هذه الروايات وفي المدن السورية تعيش داخل سجن كبيرتتعرض فيه لاشكال متنوعة من التعذيب .ولا يمكن تصور فضاحة الجرائم التي يرتكبها النظام في حق شعبه.ولهذا فان شعارات المحتجين تجاوزت سقف المطالب باسقاط النظام .لكنها طالبت باعدام الرئيس .وهذا مؤشر يفرز مدى التنكيل الذي يتعرض له كل مواطن يحلم بالحرية والعدالة الاجتماعية..
الرسالة وصلت الى الجامعة العربية حتى لا تتدخل مرة ثانية في تعطيل مسلسل التعذيب الذي بداته دمشق اكثر من ستة اشهر .وعلى الثورة الشبابية ان تصمد حتى النهاية .وتحقق استقلالها الجديد في اسقاط رموز هذا النظام .وتدشين مرحلة من التعددية الحزبية واحترام الراي الاخر
لم يعد الصمت مفروضا حول ما يجري الان في سوريا الجريحة .لا بد من تدخل قوي لردع هذا النظام او القضاء عليه .لانه تجاوز الاعراف الدولية .والقوانين المعمول بها في حماية الانسانية من بطش الة القتل التي تحصد يوميا العشرات من السوريين ذنبهم الوحيد هو ان يعيشوا كبقية البشر على هذه الارض..
وهذا الافراط في استعمال القوة العسكرية يعتبر احدى العناصر الاساسية في تسريع سقوط النظام .وتفكيك قيادته.وتصدع في الجيش الذي ينم عن انتقال نوعي في افق الثورة التي تكابد من اجل الاستمرارية .ومواصلة مسيرة النجاح لتحقيق اهدافها الكبرى...
لقد اعادت دمشق نظرها في زيارة نبيل العربي .وارجات اللقاءالى نهاية الاسبوع .وذلك يوم السبت حتى لا يقال ان النظام لا يقبل اي مبادرة عربية من جيرانه .لكن الزيارة ستثم في موعدها .لكن لا جديد في سماء سوريا تظل ملطخة بدماء شهدائها حتىيشاء الله ذلك..

خليل الوافي.....khalil-louafi@hotmail.com

» النظام السوري واليمني :والسباق المحموم من اجل البقاء
» النظام السوري لا يمكن ان يضع قدمه في النهر الواحد مرتين
» شهداء المهلة العربية واستمرار موقف النظام