الكتابة بين الذات والواقع

كل تجربة نصية تبرز واقعنا الكتابي . وهي ضمنيا تحمل هوس الذات . وواقع الكتابة الحبكية والسردية .وتجربة النص تعتبر بحق تجربة الكاتب التي تعد طفرة نوعية في الممارسة النصية . وما الكتابة و الذات سوى المسافة الحقيقية والامتدادية بين النص وطموحاته الايصالية و الابلاغية قصد الفهم والقراءة النقدية
وتبقى التجربة النصية بين الحضور والغياب بين عناصر اولية لطرح اسئلة الكتابة النصية . والواقع الدلالي في علاقاته المعنوية فيما بين الالفاظ والكلمات . فهي اذا.علاقة الجزء بالكل _ اي العلاقة بين اصغر وحدة فونيمية خالية من معنى الى اكبر وحدة تركيبية تنظم جمل تعبيرية في فهم الكلمات المركبة ضمن الجملة. والقاعدية تشكل داخل الصور. وهي تقدم معطى مضيء حيث تاخذ كل بنية وظيفية مجالها الموضعي التركيب الفونولوجي . والمستوى الجملي .وكذلك المستوى الدلالي و الابيبستمولوجي للنص الادبي
فاللغة سرعان ما تتحول الى من الدلالات والمضامين تاخذ صيغا اسمية وفعلية وتركيبية ومعجمية ولا تنحصر اهمية اللغة في جانبها التعبيري .بل هي ظاهرة اجتماعية .ومؤسسة تقوم على ربط شبكة العلاقات الثقافية والانسانية بين المتكلم والسامع المثالي ....
ويقول روبيراسكرييت=ان الكتابة هي لقاء لغة بلغة اخرى اقاء لغة الصوتية بلغة الخطوط=وهذا يوضح العلاقة المنطقية بين اللغتين الصوتية و التجسيدالصوتي للغة المخطوطة. ويقع الانسجام الكلي بين الصوت المادي الفيزيائي . والصوت اللغوي المعبر عن معنى الكلمة والجملة ثم المعرفة النصية . لكننا نلمس غياب مفهوم الدلالة .وموت الوعي الكتابي داخل التاريخ الفعلي للثرات الانساني...
مفقود هو النص . داخل سقوط الازمنة التعاقبية و الاجترار المفاهيمي. والخضوع الفعلي للتراث الثقافي واعتقال التجربة الحداثية .وضمها في لحظة ماضوية سكونية ....
وتتمحور البنية السردية للكتابة النثرية في محيطات مواقعية. داخل النص كنسق ينظم تسلسله المنطقي قصد انجاز الصورةلدلالاتها . وقيمتها الابداعية. ومعنى هذا ان النص بنية محايثة يتشكل ضمن جدلية المواضع التركيبية والدلالية و السيكولوجية ثم السوسيولوجية. فهو يزخر بمعطياته و افاقه الرحبة في ضم اللحظات التاريخية و الانيسانية في لحظة واحدة يضبطها النص كمجال واسع لتطبيق نماذج كتابية تهدف الىالوصول لكتابة الادبية الى مستوى الشعرية و الحداثة الابداعبة في توصر عناصر القولية . والنص يقوم بعملية التواصل بين المتكام والسامع .اي بين النص و القاريء فالتواصل جزء لا يتجزء من عملية الابلاغ الذاتي للمحتوى الموضوعي وتوجيه القاريء نحو فهم التركيبات النصية الغائبة والحاضرة داخل السياق العام لشكل المحتوى

الدار البيضاء في الاحد 30 يوليوز 1989
*هذا المقال هو موجز من موضوع طويل يتناول )' الحداثة ومظاهرها الكبرى في الشعر و النثر
خليل الوافيkhalil-louafi.alafdal.net _ khalil-louafi@hotmail.com/khalil-louafi.alafdal.net .

» فيض من غيض:مساحة الكتابة
» ما لم تقله الكتابة
» وجوه الكتابة الخاطئة