يا صاحبي..
أي شيء يلهمني وحي الكلام
وأنا على أطراف مدينة مصابة
بداء الخرس
أجمع كراساتي في أوج العاصفة
تقبع حروف الهجاء في حلقي
تخاصمني أبجديات الاعتراف...
اشتقت إليك يا صاحبي
اشتقت إليك يا صاحبي
و في الساحات
أرى ظلي يسقط مع الجثث العابرة
موضع الجسر
وتأخذ الأجساد
أنماط الكفن
أقترب من صوتي المبحوح
في شقوق المرايا المتكسرة
أنتزع عروبتي
من شكل الكلام
أقف ضد الموج أحاصره
تضحك الريح
تسخر مني
وأنا أتهجى سفر النهاية
في أول البوح
تراني ألملم وجعي
أخرج من صمتي عاريا
لم أدرك أني حي في حدود ذاكرتي..
في قصائدي العاجزة عن قول الشعر ..
في نعش قبري الراحل إلى تراب موتي ...
يا صاحبي..
أي شيء يحملني إلى منفى الوطن
أقلب وجهي في مرآة غيري
لا شكل لي في ما تراه عيني
الشوك يؤلم حوافر الخيل
في اشتعال الرمال الحائرة
أبصرك قبالة بحر دمي
أقرب إلي مني..
لا تقف بجانبي
ودعني أسدد الطلقات على صدري
لأنتزع البطولة من رباط الخيل
وأصنع طلاء للجباه النائمة
وأضع السيوف في بيتي للزينة
أنتظر نضج تفاحتي
في مسالك الحجر
لا تبك يا صاحبي..
لم يلبث مدادي
أن يشق مجرى الدم
في كل هذا الامتداد المجهول
عساني أصطاد هدهد الكلام
في العواصم التي تحمل لغتي ...
يا صاحبي.. لا تخجل
فامرأة العزيز غلقت الأبواب
وسيدها يبحث عن قميص
يواري سوءة وطني...
وأنا.. لازلت أبحث عني...
خليل الوافي