ـــــــــ جسد
أكتشفت حدود الجسد
في انبلاج وحشة الألم
أتلمس ظلي
حين يغير القمر شكله
أبسط يدي
أنبش عن رائحة الليل
في انسحاب الشفاه
عن سحب العطش
آلمتدفق من معين المطر
لا شيء يمنحني عنان الشك
برزخ يفصل الروح عن الجسد
مرتفع العين
يغرف من تبجح
العيون الماردة
من غواية تخدش حياء الماء
عن خصر امرأة
تخصب زهرة البنفسج
في رياض التفرد
و إثراء مادح رموش نخل
تغطي مدى النظر
مهدت الريح كف حناء
تفضح وشاح عطر
تغمره النشوة
مثل تساقط الماء على الحجر
لا شيء يضاهي ملح الليل
في الأحداق التي لا تنام
ــــــــ عتمة
أتغلغل في منتهى الصمت
أتحسس شكل الهمس
يلامس أصابعي
شمعا يضيء الروح
في وجوه العتمة
لا أبرح في مكان واحد
لا أعرفه و لا يعرفني
أدقق في التفاصيل الهاربة
من لج يملأه السهاد
الوقت لهفة التعقب و الإنتظار
لا شهقة تقارب نهاية جميلة
لمشهد العناق
ينفض الليل عزلة الجسد
أتشرب من صحوي
عباءة أنوثة عذراء
تطل من سواد الحجر
الساكن رموش الإفصاح
و دق الكحل على خشب الرعراع
أنتشي كبرياء الملوك
و أستقبل كرنفال الرقص
على إيقاع الطبول
تحار العين فيما يشتهيه الجسد
ـــــــ ـجرأة
أهمس لبرعم الفطر
عند مطلع الشجر
تهب الريح عاجزة
أن تقول أسرار الربيع
و تخجل الظلال من ضحكة المطر
أشعر بالبرد يلف ذاكرة الصدأ
تتوالد اليرقات خفافيش
تمتص شهد العسل
ينحني الصخر لهول السيل
في منحذر الكهف
تتوارد القصص أريج السحر
يمتد نشيدي عزاء
لمن لا يملك راية و لا وطن
تمادت في الجرح
و انحرف عن مجمع الإعتراف
لا العودة باتت شاخصة
في عيون من يرقبون
سقوط السماء حجر
لا الموت يمسح عن الأطفال
صرخة أمّ عند انهيار السقف
على صورة الشهيد
أمازلت ترقب مطالع القمر
خرائط الأمل
ــــــــ رعد
من نطفة تجمعت في الصدى
و أسقط الرعد خوفه
من عودة القذائف
إلى ساحة الغرق
تغيب الشمس في سحاب الغياب
أنتشر في مهب الريح
أنتظر إشارتي الأخيرة
من قارب أوشك
أن يقطع نصف الجسد
تحملني الرعشة اللاسعة
تاريخ الوجع
أتلمس أشيائي البعيدة
و أفض عن ذاكرتي
وحشة ليل لم يشأ
أن يبعد الشمس
عن زرقة السماء
كي يحتمل ثقل الرحيل
خليل الوافي ــــــــ كاتب و شاعر من المغرب ( انتهى )
khalil-louafi@hotmail.com https://www.youtube.com/watch?v=uo7zH1eFQVs