Admin Admin
عدد المساهمات : 829 نقاط : 2617 تاريخ التسجيل : 21/12/2010 العمر : 59 الموقع : https://khalil-louafi.alafdal.net/
| موضوع: جرح على ذاكرة المنفى الأحد 22 مايو - 22:27 | |
|
عودة الصدى
تخرج القذائف عما قليل تدشن رواية الدخان الكثيف في شكل الوجوه والاجساد المفعمة عفوا ..المفحمة تضحك الاصوات المتداخلة عبرشريط الاحداث و يعلو النواح الجنائزي في الطرقات تعود القذائف توقظ الموتى ويشرب الضوء ما تبقى من حياة تحمل القبيلة سهامها المنكسرة وترحل خلف السراب المعلن واراك خلف السياج المشاكس تعود الى المنفى ترتب قصاصات الاخبار والهدية المتواضعة ياتي النواح مثل الريح المسالمة في يد العدو تخرج القبيلة ..كلها تحمل سنابل خبز واشارات مسبقة عن عدد القتلى في صفوف ما تبقى.....ترفع الزغاريد على مراى تنزف الدماء عرس صبية لم تغادر حلمها الطفولي في وجه الدمية المشاغبة تطل من نافذة البيت ترقب العائدين وتقاوم زمن الانتظار الطويل من شرفة البيت تنجب الذاكرة وحشة النصر وفي القلب تفاصيل الهزيمة تفرخ جينات عنقودية اللون وكلسية الملمس
احلم ان اكون عربيا في بداية القرن الاول احلم ان اكون عربيا في صحراء عربية اطل من نافذة بيتي العتيق و اخاف ان لا انام يستمر الحلم منذ البدايات الاولى للفجر يستمر النزيف على الحدود المجاورة جراح تقرا تفاصيل الهجوم الارض اثقلتها الدماء على مجرى الحفاةوتنطق الارض بما تشتهي السماء طيور الشهداء تعلن موسم الحداد والعروبة في غروب تحت حمرة اللقاء كم من شهيد خرج من هنا يحمل بكاء اطفال وصرخةام في عكا وجنين حزين ان تكون عربيا فوق ارض عربية و مخز ان تكون خارج الحدود تنتظر ساعة العودة لك المجد كل المجد يا شهيد الارض و السماء تعانق الموت باسما وتفرح حين تخرج النسوة تعلوها الزغاريد وحبات ارز تتساقط على الثرى تلامس وجه دموع تسقي طريق العائدين الى موتهم سالمين تسمع قهقهاتهم ونسيم عطر ملائكي يغرق المكان وحشة وحنين لا تحلو الحياة بلا وطن ...بلا علم بلا حلم يدفعنا للنجاة من سيل هذا البحر العارم لا تقلق ياوطني نحن في الطريق اليك نحمل الشموع والهدايا الصغيرة وصور العائلة الموت ...عبادة الحياة ....سجود وبين الحياة والموت تستمر الحكاية
بحر الكثمان
تاتيك السفن رياحا ويغيب البحر كثمانا تضحك حتى الصراخ الاخير وتصمت عند الكلام البديل تكتب التاريخ نفسه و لا تعد للمجد مهده تطفو الجتث على سطح الذاكرة تشم رائحة الخيانة في ثوب عذراء اغرقها العشق و افسد الليل وجها عربيا يسافر عبر الصور و الحكايات القديمة اقف خلف اسوار القدس ارتجف رائحة عطر اعرفها و التاريخ حاضر بقوة الخدوش البارزةعلى الجدران القربية من جسدي وانت ايها العربي ما زلت تروي نفس الحكاية تتكرر التواريخ والارقام وحجم القتل يمتد الى اخر الدنيا جدتي تنظر الى المراة تبحث عن شرخ في الزجاج وعن رقم شهادة ترمقني بكل المعاني تسال السؤال الكبير ...اين المصير طفلتي تغادر وجهي و عيوني الغارقة في مصادرة الرؤية الى الجهة الاخرى جدتي ...تحسن الانجاب تفرغ رحم الولادة من البطولات المتبقية وتفرز عناقيد فسفورية الاجهاد لاتشرب الانوثة من رغيف المهاجرين و لا تناى عن ولادة رقم بلا معنى الحرب عنوان كبير ...ونعوش تترجم التفاصيل المتبقة
اليك يا جدتي هذا السؤال
جدتي ...تمشط ما تبقى و ترمي بالوشاح في وجه المخيمات الجديدة عابرون ارضا لا نملكها عائدون من منفى الاقارب على حدود الارض تنبت فطرات المواسم على حافة المقاومة لا احد يصرخ في وجه البندقية لا مطر يسقي القلوب الغارقة في الوحل لا احد....لا احد.... عفوا......شاهدت نشرة الاخبار شاهدت حجم الكارثة وقفت على حقيقة اشاهد و المشهود سقط سيل البشر على الحشود الارض..... تبوح باسرارها الى السماء تعلن نهاية زمن الفتوحات وتدشن بداية السقوط ... من بيتي المجاور لغرفة العدو تنطلق الرصاصات تنطلق زاريد النسوة خارج الحي متى تحبل امي بجدي الصغير ضحك ابني وهمس قائلا تائهون حتى الموت ونائمون بحجم الاجتياح لاتقف بجانبي انني اسدد الطلقات على صدري لانتزع البطولة من رباط الخيل واضع السيوف في بيتي للزينة وصور الفدائيين في المعارض الاجنبية نسوق الموت على اطباق عربية ونتبارى على الجائزة يعلو التصفيق صوت الحناجر يغفو الطفل العربي برهة يتحسس وجه السماء يرجو النداء لا ترسو الارض على الارض و لا تميل السماء في اتجاه الغرب المجازفة تدفعك الى الظلام تغرقك افوضى في برك الموت السواد عين شريرة نحو كهوف عتيقة مملوءة بجتث العابرين في اتجاه الشمس و خفافيش المواسم تحرس المكان
.خليل الوافي _ المغرب مدينة طنجة
| |
|