مواطن الغربة الباردة

تاخذك النسمات الى عشق التربة الدافئة
تحمل صور كثيفة عن معنى الحياة في دروب ...
الامومة الضائعة...
لا تستطيع ان تكابد عناء السفر ...
الى اقاليم الوحشة الزائدة
يغمرني احساس الطيور المهاجرة..
الى اوكار الولادة الجديدة
لا تحلو العواطف البعيدة عن شواطىء حلمي
الصغير........
لا تحمر الخدود الدامعة على ضفاف....
الليالي المخضرة باعشاب الرطوبة...
الغارقة في رؤية الوجوه القديمة
تهذي المشاعر على وسادة السماء الاولى
اتلمس خيوط المصاحفة المحمومة...
من انفجرات الدمع من منبع الغصن
الضعيف على تلك الشجرة الباسقة
في شرايين قلبي.....
و غربة المكان في خوف الروح من اجسادها
تعتريني دهشة اللقاء الطويل
لا احتمل هذا المكان ...و لا الوجوه المتشابهة
تدق دفات قلبي الشفاف
...على ايقاع صوت امي و اخوة الصغار
يحلو السمر على قهوة الصباح ...
ومتعة الضجيج المرافق لصخب الحياة
تراقب العيون التي تعرفها...
تشعر ان الحياة اعادت بريقها من جديد
....و ان الطفولة الضائعة فينا ..
تعود على سطح دمع البكاء
...لا تخف يا ولدي ...
حضني يملك العلم كله....
...يوزع الحياة على الذين اغتربوا في اوطانهم
قالت....اقترب قليلا
اراقب فيك العيون الساهرة
...على صوت المطر ...
وهو يبحث عن منفذ ...
للاغاثة ...من فيض الدمع تبكي السماء
..ومن معين السؤال الحرج تضع الغربة...
عباءة الحزن الاخير
...استيقظ ياو لدي ...
الصبح ميلاد عشق و بداية فصل ربيع
تذكر المشاهد الضاحكة...
في الاماكن التي تعرفها ...و التي لا تعرفها
تختلط الصور الهاربة من الذاكرة
تاكلت عبر السنين ...و الغربة القاسية
لا تخف يا و لدي ...
ما زال في العمر بقية ..
ادركت ان السماء هبة الله ..في خلقه
...وان الشمس ...امنا الازلية
...التي لا تعرف الا معنى العطاء
..و الارض حضن امومة منبعها الحياة
تذكرت رائحة الغبار و الامكنة
الغربة تحتاج الى تدفئة
تشحنها الاصوات المالوفة و مائدة العائلة
تذكرت حين كنت طفلا...
ان شرفة بيتي لا تغادرها الشمس

2004/06/23 في طنجة ...عروسة الشمال
الشاعر والكاتب خليل الوافي
https://khalil-louafi.alafdal.net/post?p=12&mode=editpost
khalil-louafi@hotmail.com

» مذكرات مواطن عربي
» على هامش رسائل الغربة و السؤال الحرج
» نبش في ذاكرة الغربة والسؤال الحرج... (الجزء الثاني)