1ـ غربة تخيط راية وطن مفقود
مررت على الديار
أرقب ما تبقى مني
منذ كانت الشمس
تحمل عنا عروبة المكان
سرت في المجهول
العالق في ظمإ الجفون
لا نوم يحمي جسدي من الموت
لا وقت لي
كي أبحث عني
في ركام هذا الحطب
تأخذني رعشة
نحو مصب نهر
يتفتق الماء
ويغدو طوفانا لما هو آت...
2ــ مدخل الشجر
تحت شجر الصنوبر
أعد وقع الخطى
في خفقان الروح
أقرأ احتمالاتي
في الكف وخريطة الغضب
لا أرى ضوء القمر
فوق البيوت العتيقة
حين ينسحب الليل
من عيون حراسه
ينفلق الصبح
على غير عادته
أكتشف أن ماء البحر
أضحى زبدا في متاهات الزمن الأول
أراك في الحلم نشيد الوطن
تنفض عن كتف جدي غبار الوهن
أبحث عن جوار قريب
عن ظل شبح يخالج
امتدادات تراب
يعكف في قراءة الرمل
فوق خدود المطر...
وتعويذةُ المساء
تفضح بخور العود والحجر...
3ـ وطن القصيدة
على حائط المعبد
خذ ما تبقى من عروبتي
وعدا بعطش الظباء على دم الزعتر
خذ الورد من يد صاحبه
قد يستحيل الشوك راية شوق
على سياج المنفى
أنتظر عودة الجندي
إلى عيون تستوطن مراعي السفر
ينكفئ القلب
يبحث في دفاتر البوح
عن مزحة صغيرة فوق التل
يعاتب الموج سفن الخوف
أرى طاحونة الزمن
الهاربة من براثن النسيان
تنثر الورد على مواكب الرحيل
أمتحن قدرتي على بابك
في ملاحقة الصدى
وعذرية المكان
تغادر مطار الانتظار..
يعود الصدى نقيا
مثل طهارة وليد ـ خرج للتو ـ من رحم الجنازة..
تأتي المرايا معكوسة
في احتراق الصور
عساني أعرف أحدا..
عساني أرمم هدير غربة شاحبة على سطح ماء
يخبئ عمق الكارثة في وجه الصبايا
...
...
أعرف أن القمر لن يخذلني هذه الليلة ...
خليل الوافي