تهتز مشاعري ...
...في خضم هذه الحرب
..يعود توازني المفقود
...عند اول بيت عربي
و تجري الدماء في جسدي
..فراتا تزرع القتلى على باب الشهادة
.هاربون نحو الهزيمة...
عند اول الفصل
لن يعود توازني المعتاد الى اصله مرتين
..و اطير فراشات فوق قبور ....
خضراء التربة و الزهر
..شهداء ...مثل نجوم هذا المساء
...و في ذروة البرد يعتريني العراء
...هاربون حد السيف العالق في صدورنا
....غائبون حد الصيف النائم فوق احلامنا ..
.سائرون....في دروب العتمة
...نسرق السمع من همس الحراس على ابراج..
...الخوف الساكن في اعماقنا
..في اصداف صمتي البحري
..القاطن قاع المحيط
...لا نخاف شمس الاعداء
..و لا الشهادة على باب غروب المساء
...لا الموت يفزعنا ... ولا صوت الرصاص
..تفتح شهية القاتل و المقتول على شكل الهوية
...كانت ..ان تقع الحرب ...لولا
..تدخل اطراف وازنة في المسرح الدبلوماسي
...الحرب...على وشك السقوط في يد الاعداء
و انت ...يا صاحبي ..
...تعد النقو
...و تهمس للصبح موعد مغادرة مشروطة بلا تذكرة
...لا احد يودعك في مطارك الجديد
...لا احد يمشي في الطريق العام لتوديعك
....ظل المطار يراقب عودتك الى ميناءه
....عاد ...المسافرون الى ديارهم ...و لم يعد
..سمعت ...صوت هاتفي النقال
..ولم اكثرث
....رميته جانبا فوق فوق
..وعدت ادراجي نحو طريق المطار
...سكن العائدون طوابير اللاجئين
...و نصبت مخيمات شفافة على هامش الطريق
....الكل في المطار ...الكل خارج المطا
...توقف يا صاحبي
...هل سمعت صوت الرصاص
..صوت الرشاش
..توهم الى اقصى الحدود
...لا حرب في الافق البعيد
..لا سلم يشرق في المغيب
...انت ...هو انت في الصورة و الحديد
...في لا ئحة القتلى و حشود المعارضين
....لا احد ...يسمع نشيد الوطن
...لا احد يعيش في وطن ...
....لا احد في الصورة بوضوح
...لا ن شاشة المعركة خارج البث
..خارج دائرة العائدين الى احياءهم القديمة
...و الى زقاق غمرته صرخات الذين كانوا هنا ..
...ظل الجدار صامتا عدد السنين التي مضت
....اشعر ان الحجر يحاكي تفاصيل الغياب
...والهجرة المدفوعة بتواطئ الاصدقاء
وعلى الشر في ...كانت جدتي ترمي حبات الارز
...للذاهبين الى المنفى اوالعائدين على انعاش الشهداء
سمعتها يوما تلخص محنة العرب
...في زغرودة والدمع على على خدها الخشن
لم تشعر بالدمع بقدرما كان القلب...
يدق سريعا نحو حذفه...
ماتت بحصرة الهزيمة...
وفي الزقاق يختلط الدمع والرصاص...
بهشاشة الحجر المتطاير على حافة المفاوضات...
التي تذهب بعيدا في الكلام الطويل
والقرار الذي يفتح شهية الاعداء لصيد جديد
وارض جديدة...
مازالت الحرب تدق اجراسها
في الازقة العربية....
تافهون حتى الموت...
ونحن نحاول تصديق الحلم الذي رايناه
في عيون الذين ماتوا خارج الارض
وخارج الهوية...
صابرون بحق الارض التي تلاشت
في عمق المحيط...ولم يبق لها اثر
اختفت فجاة...وظلت في الغياب
حمقى...من يصدق الفرضية الكاذبة
الارض ستعود الى اصحابها
اي ارض...واي اصحاب
واي دولة تعيش في الشتات
لا تصدقوا اكذوبة التاريخ
لاتعلمو اطفالكم الرسم على الجدران
ولا اللعب مع الكبار
لا تعلموهم الخوف من ظلال مكشوفة للعدو
لا تعلموهم اي شيء...
اتركوا الحرب والايام...
تفرز هامات لبطولة ضائعة
لا اخفي عليكم سر هذه الحرب
والحروب التي مضت...
انا نية في حب نفسها
وتلرك الاخر
يتالم بوجع النهاية...
الحروب...مطر البطون الجائعة...
وطوابير الارامل...تحت لقمة خبز
وتصريف العاهرات ...شوارع المظلمة
في برودة...ووحشية...
تتخرج افواج المتسكعين على مداخل الاصياد الراقية
هكذا تكون الحرب طحونة الهواء المطلق
وتوزيع الرفاث
هدايا لاطفال يتامى
في طنجة29/05/2003
الشاعر والكاتب خليل الوافي _ طنجة _ المملكة المغربية
khalil-louafi@hotmail.com
https://khalil-louafi.alafdal.net/t353-topic#355