سيرة قصيدة
عفوك سيدي
ركبت قوافي نحو هجرتي
ونظمت أبياتي
على إيقاع أوزاني
كثرت بحور العشق
في خلاء غزل
ما استوطن الفؤاد خيامي
تركتك في وهج الفيافي
أصلح راحلتي
من غبش أوتارمهملة
فوق دفاتر أشعاري
سألت حروفي
عن معنى سؤالي
لم تكتمل صورتي
في حذق نسياني
ماذا دهاك يا فاضحي
في اختفاء الماء
عن وجه مرآتي
أكتبك في صخب الألوان
ضاجرة
لا يمنحني الوقت
لحظة غضبي
حين أكتبك عارية
من مساحيق ليل
يستدرج جرحاه
على ممر ذكراه
أقف خلف صمتي
أعد أرقام حظ
ضاعت في جداول الضرب
كنت على مشارف
جنونك
أقطف نجوم أفولك
في جوف الصدى
تنزلق قصائدي
فرائس عطشي
على جبهات غروبك
أستحيل قلما
يرسم حدود غاباتي المحترقة
في رماد المعنى
أجئ من ثقب الشمس
ناضجا
أفتح أشرعتي لرحيل الصور
وزجاج الذاكرة
هشمته أصفادي
كلما حملتك بعيدا
عن إلتباس لغتي
مدي إلي طريقا
أسرجه أشعاري
والخيل عربدات تسكعي
كل هذا المدى المفتوح
من شرفة قصيدة
تطل على سراب مدينة
خلتها وطني.
عفوك سيدي
أتركني أكتبها ثانية
على دفتر حلمي،
أختصر المسافات البعيدة في دمي،
أفرد أبياتي للريح،
يأتي الشتاء طوعا،
يستخلص من تربتي،
حقل سنابل تميل نحوي،
حصادك دروب مياه،
تجري في عروق قصائدي،
يكثر الحرث على ضفاف مدينتي،
تحدثني مداخلها عن غربتي،
والبحر شارد في رحيل السفن
عن مرفأ احتلته نوارس سمائي.
أنت القصيدة التي...
يساوي عمرها عمري،
في هذا الأفق القريب من شغفي،
أكتبك نقوشا سومارية
في ألواح السماء
لعل الله يمنحها فرصة البقاء،
أودعك على أوزان الخليل،
يا ابن بحوري
في إسمك شبه
يشبه عروض كلماتي.
خليل الوافي