آه،
لو كنت تمشي؛
كما تمشي الرمال
في بحر وحشي.
يزدان شوقي
لهفة تطفو فوق ليل النخيل...
الجارح لصوت الريح.
يعلو صمتي...
صراخا مؤجلا كل هذا الدهر.
عبثا،
يسخر الظل من رماده...
المنطفئ خلف أشواك الشمس.
تخسر الحرب...
إنتصاراتها في القتل.
من يحمي الموت
من طابور الرحيل.
لا أحد يحمل قبره ضاحكا
في مطر الدمع.
أيقنت فراستي...
أن الماء،لا يغسل وجهه مرتين.
هو؛
الماء ـ في شكله ـ حجة القادمين
من سواد الشمس.
يسقط الحجر
سفح الجبل.
مهما يعلو النشيد
ما زلت أبحث عن حضن وطن.
أرى اللغة
تتقمص دور عاهرة،
فقدت حروفها
في أول مشهد.
تأتي عارية من لفظها؛
ساعة نطق
وخسارة معجم من قولها.
هذا لسان
تعددت ألحانه في الهوى
ماذا تبقى
يا قرين عبلة وبثينة ؟
والديار تحن إلى أهلها.
ليل و نار، ومؤنس.
وكلام تصدح نجومه
في حلكة الوغى.
نرتب صمتنا
خيوط كلام مجروح على الشفاه.
هل ينطق الحجر هدير البحر؛
قرب ساحل الشفق؟.
تحت ملح الماء،
تغالط الموج عن ركب أتعبه النواح.
تتيه الزرقة
في لج ماء شارد في الأفق.
هل رأيت طائر النورس،
يسرق قناديل ليل بئيس
على ضوء منارة عاجزة
عن فهم إشاراتها عند إختفاء البحر؟.
مشيت كل الطريق المؤدية إلى حيفا.
أتعبني المسير،
أراقب معابر التفتيش،
وهي؛
تحمل وطنا على الرحيل.
يافا،
تنتظرني هناك على حافة الجمر.
خطوت نحوها أسيرا،
في تربة غريبة؛
عن وجوه حملت سلاحها،
واختفت خلف هضاب الشمس.
صامتون،
كل هذا الصمت.
نحرر عجزنا من مدار الخوف.
نشرب رعبنا من سواقي الزيتون.
كانت القرية،
تضيء سراج قنادلها
للعائدين من تخوم الموت.
تطلعت إلى القدس في لباس الحرب،
أستشرف أمّ القرى،
وهي؛
تمسح وجه السماء.
رجفة واحدة،
تكفي،
لأن أكون إلى جانبك.
وأخرى،
تبعدني عنك؛
ما دام
الشتاء
لم يأت
هذا العام.
نعتلي حلما؛
يعتلي سديم الفراغ.
في زرقة تخاذلت شقوقها
في سماء تمطر دمعها
على أكف الظامئين.
أيّ وحشة هاربة
من كل هذا السكون المقيت.
أسخر من غضبي
وهو يغلق باب نعشي
نداء خافث
يسرق السمع من جلاده.
ما زالت آثار السجن
تحرسني
من انفلاث خارج
دائرة الضوء.
منذ كان الوهم،
يحفر شقوق الحقيقة.
كانت...
تكبر فيّ العتمات.
شهاب، يخرج من صرخته
منطفئا.
رمادا تكحل به عيون؛
لا ترى ضياء القمر.
يتلاشى الغبار في حلقة السهاد العالي.
كنت طفلا،
يسّرج الليل أجنحة الهرب.
كنت شيخا...
يعلوه الشيب وقارا.
ما سئمت من عمري
لحظة،
تخاذل الشهم و الجبانا.
كنت، أنا الوحيد،
أعزف للريح صرخة الغائبينا.
أمشي في سر الليل،
كان ورق الخريف
يكشفني لهمس الشجر.
كنت على ممشى سراج،
يقلص المدى خطى نحبي.
لم يكن شوقي
موشوما بحرقة الرمل.
هي؛
السماء تظلل وجهها
بغيم ممطر
سرعان ما تفتحت أزهار الأرض
وأنا،بين رابيتين،
يجري الماء تحتي.
أسأل نفسي:
هل كنت صالحا للبقاء
بعد هذا التجلي.
خليل الوافي