- قال:
أي شيء يعيد لي
إحساس اللمس بالأشياء؟
- قلت:
مد يدك...
يأتيك الحدس في غربة الحجر.
- قال:
أقف مسافة بعيدة عن ظلي.
أرى تلك المرأة من قبيلتي
تلامس عطش الغرباء،
في متاهات الصمت الليلي.
تمسح عن وجوه الرجال
تربة مشبعة بالغضب.
- قلت:
قف جانب السور القديم
القريب من جهات السماء
ترى ما لا يرى....
- قال:
أتلمس شكلي في الماء،
أسمع أنين الجرح
في زهر الياسمين؛
وهو، يفتح أوراقه للخريف.
- قلت:
تمهل..
أخاف عليك من مد خجول
يلامس وجه الأعداء.
وجزر يرتب أوراق السفر.
ــ قال:
أي شيء يكسر الموج
في تفاصيل النشيد؟
ــ قلت:
صمت الصدى يردد ابتذال الجسد..
نفي الروح يعيد للتربة عبق الانتماء.
ــ قال:
على مقربة من دمي
تصنع الريح أجنحة الرحيل
وأنت تنتظر ركوب البحر.
ــ قلت:
حلمت، مثل غيري،
أن السماء تمطر أرواح العائدين
إلى موانئ المنفى
في أشرعة الكلام المباح.
ــ قال:
تذكرت صوت الطير
في سماء تحلم أن تكون سماء
وهدهد يقتفي لون الماء
في قوافل الشمس.
ــ قلت:
وأنا تذكرت كل الصور
التي تحمل اسمي،
وأنت تحمل كراستي أمام باب المدرسة.
ــ قال:
صوتك وصوتي
يربك خريطة النسيان.
ــ قلت:
إنتشِلْ ما تبقى مني ومنك
ليعود الحمام إلى خلوته الأبدية
في أعالي الجبال.
خليل الوافي